vendredi 26 septembre 2014


كلمة المخزن أو عبارة فلان مخازني
عبارة كانت حاضرة بقوة في الخطاب اليومي لسكان المدينة و حكاياتهم و خاصة أمثلتهم الشعبية ...
اليوم هذه العبارة اندثرت من الذاكرة الجماعية و لم تعد موجودة ... شخصيا سمعت هذه الكلمة تخرج من أفواه الكبار في السن و كانت بمعنى المكان الذي توضع فيه العولة من قمح و شعير و كسكسي و محمصه و تابل و فلفل و زيت زيتونه.
و عند الرجوع لأصل هذه الكلمة نجدها تعود الى فترة ابراهيم بن الأغلب والي افريقية و تعنى صندوقا من الحديد توضع فيه الأموال المحصلة من الضرائب قصد ارسالها الى الخليفة العباسي في بغداد ...
لكن بعد خروج بلاد المغرب الأقصى و افريقية و كذلك الأندلس عن سيطرة الخلفاء المشارقة تغير المعنى اللغوي لهذه الكلمة الدال على الصندوق الذي توضع فيه الأموال و أصبح يطلق على مجموع الهياكل الادارية الترابية و السياسية العسكرية و كذلك على بعض المراسيم و السلوكيات ... و بذلك كلمة المخزن أصبحت تعني الدولة بالمفهوم العصري الحديث ...
و بطبيعة الحال الدولة أو المخزن لها سلطة على رعاياها ... شخصيا اعتبرها سلطة قهرية فمهمة الدولة كانت جمع الضرائب فقط ... و مقاومة من رفض دفع الضريبة و بهذه المقاومة كانت تضمن الأمن و الاستقرار لرعاياها و لها للبقاء في السلطة... وعلى أساس ماسبق فالدولة أو المخزن كان لها وظيفة ضريبية - جمع الضرائب - و وظيفة ردعية - مقاومة من رفض الضريبة...
كان للمخزن موظفيين تتمثل مهمتهم في جمع الضريبة ... و كان المشرف على هذه المهمة يسمى بالمخازني ... و بفعل العلاقة السيئة بين الدولة و رعاياها القائمة على الغطرسة و القمع أصبحت عباره المخازني تطلق على كل من يتعامل مع الدولة في تلك الفترة .... و رادفت هذه الكلمة كلمات عديدة في العامية التونسية مثل قفاف ... صباب ... قواد ... بيوع ....
و لقد اكتنزت الذاكرة الشعبية عديد الأمثلة و الأغاني المتعلقة بمشهد جمع الضرائب و بالمحزن بصفة 
عامة ...